كان لرجلٍ من المعتزلة جارٌ يرى رأى الخوارج ، كثير الصلاة والصيام ، حسن العبادة ، فقال المعتزلى لرجلين من أصحابه :
مرا بنا إلى هذا الرجل فنكلمه ، لعل الله يهديه من الضلالة
فأتوه وكلموه ، فأصغى إلى كلامهم ، فلما سكتوا لبس نعله ، وقام ومعه القوم حتى وقف على باب المسجد ، فرفع صوته بالقراءة ، واجتمع إليه الناس ، فقرأ ساعة حتى بكى الناس ثم وعظ فأحسن ، ثم ذكر الحجاج فقال :
أحرق المصاحف ، وهدم الكعبة ، وفعل وفعل ، فالعنوه لعنه الله
فلعنه الناس ورفعوا أصواتهم
ثم قال :
يا قوم وما علينا من ذنوب الحجاج ومن ان يغفر الله له ولنا معه ، فإنا كلنا مذنبون . لقد كان الحجاج غيورًا على حُرم المسلمين ، تاركًا للغدر ، ضابطًا للسبيل عفيفًا عن المال ، لم يتَّخذ صنيعة ، ولم يكن له مال ، فما علينا أن نترحم عليه ، فإن الله رحيم يحب الراحمين
ثم رفع يده ، ودعا بالمغفرة للحجاج ، ورفع القوم أيديهم ،وارتفعت الأصوات بالاستغفار
فلما فرغ الخارجى وانصرف ، ضرب بيده منكب المعتزلى وقال
هل رأيت مثل هؤلاء القوم ؟ لعنوه واستغفروا له فى ساعة واحدة ! أ تنهى عن دماء أمثال هؤلاء ؟! والله لأجاهدنهم مع كل من أعاننى عليهم
من كتاب المحاسن والمساوئ لإبراهيم بن محمد البيهقى
عن كتاب ألف حكاية وحكاية من الأدب العربى القديم – حسين أحمد أمين
أجد نفسى مضطرًا أن أنبه على رفض العنف تجاه أى أحد ، رغم أن المفروض أن من البديهى أن ناقل الكفر ليس بكافر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق