الخميس، 26 مايو 2011

كن يبحثن عن مسجد



كنا قد انتهينا من صلاة الظهر فى مسجد قبل العصر بحوالى ساعة ، كنا قد صلينا فى مصلى السيدات وهو الجزء الوحيد المفتوح فى المسجد الخاضع لإصلاحات ، بينما كنا نرتدى أحذيتنا على الباب وجدنا ثلاث فتيات ينظرن لنا بدهشة وتساؤل ، كانوا محجبات يرتدين ملابس قد لا ترضيك ،  وكان أول ما قالوه لنا أن سألوا : هل هناك صلاة للسيدات ؟ أجبنا بالنفى فسألوا عن أقرب مسجد أجاب صديقى فغادروا وعندما انتهينا من لبس الأحذية ومررنا فى الشارع التالى وجدناهن يقفن فى حيرة فقد كان المسجد التالى مغلق أيضًا ووجدناهم يسألون أاخرين عن أقرب مسجد تالى

قلت لصديقى ربما لو رأى متشدد هؤلاء الفتيات فى الشارع السابق لنظر لهن اشمئزازًا وما فكر فى شئ سوى أن يعتبرهن فقط فتيات متبرجات غير حريصات على دينهن ،  ولن ألومه  سوى على أنه حكم فى عقله عليهن فقط بالمظاهر ومن خلال جانب واحد 

لا أدرى لماذا تذكرت هذا الموقف وردود الأفعال المتسارعة المشدودة تتابع على مظاهرات 27 مايو ، لقد أصدر البعض عن سوء فهم أو عن سوء قصد حكمًا نهائيًا عليها لأن جانب من المشاركين تطرف فى مطالبه ، وحكموا عليها بالفتنة والانقلاب والعمالة والجنون ، قال البعض أن الأمر لن يخلو من المنفلتين والأغبياء والمندسين ، وهذا منطق يوقف كل شئ فى حياة الأوطان ، فلن يخلو أبدًا أمر من المنفلتين والأغبياء والمندسين ، من مباريات الكرة وحتى المليونيات ، تشعر وكان وراء هذا المنطق رغبة فى سحب الحق فى التظاهر السلمى ولو معنويًا

قصر قيادات الإخوان رأيهم على أن هذه ثورة ضد الشعب أو ضد الجيش ، وكأن الشعب قال نعم لأى شئ وكل شئ يحدث ، وقيل أن الداعين والمشاركين هم الشيوعيين والعلمانيين فقط ، ولم أكن أعرف أن شباب الإخوان شيوعين أو علمانيين ، كما أن الأمر صيغ كاتهام كأنه ليس من حق الشيوعيين أو العلمانيين ان يطالبوا بالتظاهر من أجل شئ يرون فيه المصلحة

ولا أظن أن الأغلبية الكاسحة من المشاركين غدّا سيهتفون بالدستور أولاً أو بمجلس رئاسى ، سيتحمس الناس فقط وراء هتافات محاكمة الفساد السياسى وعودة الأمن وإقالة المخلفون من النظام  والحفاظ على الدم  ، ولذلك أيضًا أرى أن على كل من يخاف من انحراف الأمور أن ينزل ليجعل هذه الأغلبية تقارب الإجماع ويدعم المطالب وأمن الوطن معًا

ربما أرتدت المطالبات بمظاهرات الغد شيئًا من الحماسة المنفلتة والشطط والتجاوز ولكن لا يجوز اتهامها بالكفر بالوطن فهى فى النهاية تبحث عن مسجد

الاثنين، 9 مايو 2011

الخيط الأبيض والخيط الأسود و الفجر



سوف يهدئ ما حدث فى إمبابة تحقيق شفاف وتنفيذ القانون كاملاً غير منقوص على الجميع ، أما ما سيهدئ الفتنة فهو الكلام بالعقل

إما أن نقول الحق كاملاً فنحيا جميعًا وإما أن نقول الباطل فنموت ظالمين ، ليس لأحد حصانة أوعصمة أو قداسة ، فقط الوطن هو المقدس وعلى الجميع أن يخشع لمصلحة مصر وأن يخلع نعليه اللذين ارتداهما فى عقله ونفسه  إذا أراد أن يشاركنا الوطن

ربى النظام وحش الفتنة وجعل مفتاح قفصه بيده ، أطراف الفتنة كانوا من أجنحة النظام ، وقد كانوا حقًا يحبونه ، يكفى أنه كان يمنح الفرصة لجهلهم وتعصبهم بالانتشار ، وصار الدين فى عصره مغنمًا كبيرًا وأموالاً كثيرة ولذا جعلوا طاعته واجبًا مقدسًا مذكورًا فى الإنجيل والقرآن ، وهاهم يرون أنفسهم أحق بتركة الأب القائد المنعّم فى شرم الشيخ ، وكأنهم ظنوا أن ثورة بلا قائد هى ثورة بلا شعب

نحن نتحدث عن طائفية دينية فتعال ندخل إلى دور العبادة لندرك أن الشيطان لا يدخل دور العبادة فى مصر إلا متلبسًا جسد رجل ملتح يتكلم باسم الله سواء ناداه الناس أبونا أو مولانا ، راقبه وهو يحذرك ، إنهم يكرهونك ،  إنهم يتأمرون عليك ، إنهم ينتظرون الفرصة ، إنهم يسيطرون على الإعلام لينشروا فكرهم ، لا تصاحبهم ولا تأمن لهم ، يقول لك هذا صراحةً أو مبطنًا فى ألف فتوى وموعظة ، ويقول لك ، البلد بلدنا ، هم ضيوف علينا ، كيف يا أبونا ؟ كيف يا مولانا ؟ ، فيرد معتذرًا هذا مجرد كلام ، إنما كنا نخوض ونلعب ، بالوطن وأمانه وآماله كنتم تلعبون ؟

ليست لحوم هؤلاء العلماء مسمومة بل ألسنتهم ، لا يعرفون الحكمة والموعظة الحسنة ، وقد أضر المودة بيننا وبين الذين قالوا إنا نصارى أن أصبح منهم طائفةً يستكبرون ،  يتصدرهم  - وياللعجب -  قسيسين ورهبانًا !!

الرغبة فى المكسب تجعل الذنب أبشع ، ولكن الغباء يجعل المصيبة أكبر ، فليس كل ما يقال تصدقه ، ولا يؤخذ الحق بالعنف أوالاستقواء ، حقوق الأقباط يطالب بها المصريين وليس الكنيسة ، ورفض احتجاز مصريات يطالب به المصريين وليس مشايخ سلفيين ، الأولى تقوم بها أحزاب وسياسين ، والثانية تقوم بها النيابة وقانونين

مازلت أراهن على الشعب ، وأنه لن يندفع أو ينخدع ، وسيتبين للناس الجلباب الأبيض من العباءة السوداء من الفجر الذى ولد فى يناير

الاثنين، 2 مايو 2011

قتلنا وقتلونا




يكاد يكون هذا المقال ليس عن بن لادن  وإنما عن بعض الافكار المحيطة به ، فالأمر لن ينتهى باختفاء بن لادن ؛ فالتنظيم موجود والفكرة موجودة وممارسات أمريكا موجودة ، وكذلك هناك رجل لابد ألا ننساه ، الراجل اللى ورا اسامة بن لادن ، أيمن الظواهرى


بدايةً بن لادن إرهابى ويدير منظمة إرهابية تقوم بأعمال إرهابية وتمارس وتدعم العنف ضد المدنيين ، ولكن هذا الشخص وهذه المنظمة هما صنيعة بدأتها إدارة كانت ومازالت إرهابية وتقوم بأعمال إرهابية وتمارس وتدعم العنف ضد المدنيين  وهى الإدارة الأمريكية ، وكفلت أفعال هذه الإدارة المجال لاستمرار بن لادن والقاعدة ، وفى أغلب  الأحيان كانت حريصة على هذا الاستمرار لأنه فى النهاية وفى المجمل يفيدها

 ظلم بن لادن الإسلام والمسلمين ، قل لى ماذا استفادت فلسطين القضية الرئيسية للعالم الإسلامى من بن لادن أو القاعدة ، فقط اضفنا لهما افغانستان والعراق ، وحمل المسلمين عبء تطهير صورة الإسلام منهم ، وأعطينا هذه الإدارة وغيرها فى الغرب الحجة لهذا وذاك بل وأيضًا الحجة لدعم الديكتاتوريات التى تمنعنا حقّا عن القدس وعن الإسلام

لا تحدثنى عن نيته ورغبته ، نحن البشر نحاسب الناس على الأفعال والله يحاسبهم على النوايا ، كان الخوارج مقصدهم الإسلام ، وبن ملجم الذى قتل الإمام على قال وهم يقطعون جسده ووصلوا للسانه ، دعوا لى عضوًا أذكر الله به ، وكان رغم هذا اشقى الناس يوم القيامة

كان بن لادن ورجاله أيضًا أغبياء لدرجة العمالة ،  راجع توقيتات خطاباتهم وعملياتهم ، ببساطة فكر مثلاً لماذا قاموا بأحداث سبتمبر ، أوعلى الاقل اعترفوا بها ، فى ظل وجود مجنون ومتعصبين فاسدون   يبحثون عن حجة لطموحاتهم ، حتى وفاته تشعر وكأنها إلقاء لورقة احترقت بعد الثورات العربية ، وقد مارست أمريكا فيها انحطاطها وغباءها بالكامل من القوة العاتية وحتى إلقاءه فى البحر دافعةً الناس للتعاطف معه

ولكن قبل أن تتعاطف معه أو مع أفكاره ، فكر بإنه ولو قتل نفسًا واحدةً مسلمةً أو غير مسلمةٍ ظلمًا فقد قتل الناس جميعًا ، فكر فى مواطن عراقى قتل فى سوقٍ لأن أحدهم بايع بن لادن على أن هذا فى سبيل الله ، فكر فى أنه أعطى حجةً لأن يجعلوا كلمة جهاد بنطقها العربى فى العالم تعنى الإرهاب ،  فكر فى إمرأةٍ مسلمةٍ محجبةٍ زادت معاناتها فى أوروبا وأمريكا بسببه ، فكر بأنه لولا أمريكا وبن لادن فلربما كان محمد عطا متظاهرًا فى التحرير