افتوا مصر فى رؤياها !!
***
رأت فيما يرى النائم ثمرة تنبت من شجرة وارفة قديمة حتى إذا اكتمل نضجها انفصلت عنها ، مدت يدها وأخذت الثمرة ، نظرت إليها واستنشقت رائحتها ، الثمرة طيبة ، حقًا طيبة ، لكنها مترددة والسؤال فى عقلها ليس عن الثمرة بل عن الشجرة ، هل الشجرة طيبة ؟
********
رأته فيما يرى النائم جالسًا على الكرسى وهم يسألونها : أهكذا مبارك ؟ قالت كأنه هو ، واوتينا العلم من قبل وكنا ثائرين
***********
رأته فيما يرى النائم يحاول الوصول إليها ، أراد أن يصل بسرعة وبلا تعبٍ أو ثمن ، جرب أن يركب جمل ولكن الجمل أوقعه فركب حصانه الذى عاشره عشرين عامًا و حاول أن يبدو واثقًا من نفسه ومن حصانه ، لكنها رغم هذا ظلت تراه على حقيقته : حمار يركب حمار
**************
رأت فيما يرى النائم مصباح له لون أبيض لطيف ومريح ، لكن أحدهم أصر على أن المصباح من الممكن أن يضئ بالأصفر ، جرب كل شئ وانتهت المحاولة بأن المصباح فسد إلى الأبد
**********
رأت فيما يرى النائم وردة جميلة عطرة قاسية الشوك تجرح يداها، وُضعت الزهرة فى كتاب لأربعين عام وأكثر ، فقدت الزهرة نضارتها وعطرها وصارت أقرب إلى صورة فى الكتاب منها إلى شئ حقيقى ، وعندما جاؤا بهداياهم ، عاد هو للكتاب ففتحه وأهداها الوردة الجافة
*************
رأته فيما يرى النائم ينظر إلى هيئتها نظرةً لا لين فيها ولا ود ، هى أيضًا كانت تنظر بقلق إلى هيئته ، لكنه كان يبدو صادقًا ومخلصًا وهو يحاول أن يرضيها بأن يبنى لها قصورًا من الرمال
************
رأته فيما يرى النائم مصر بحماس على النزول إلى الملعب فى مباراة بقى منها هجمة وحيدة ، يؤكد على لياقاته وموهبته وأنه قادر على أن يغير ، وكان سبب الحيرة أن خطة المبارة وخطة الهجمة الأخيرة يستحيل معها أن تُلعب بمهاجمين اثنين
******************
رأته فيما يرى النائم يلبى دعوتها على العشاء ، جلس إلى المائدة ونظر إلى الطعام فوجده يبدو شهيًا لذيذًا لكنه سمين وثقيل أيضًا ، اعتذر بحجة سخيفة ثم قام دون أن ياكل شيئًا
*******************
رأت فيما يرى النائم أنه صافح الأسمر ذو الشارب بحرارة ورفض ذو الوجه الكئيب مصافحته ثم سلم بقوة على ذى الكاب ، ثم مد يده ليصافحها فنظرت فى تقزز ليده ، حاول أن يمسح يده فى عباءة شيخ واقف ، تردد الشيخ فى السماح له بذلك ، بينما نظرت هى لكليها بأن هذا لا يفيد
___________________________
إهداء خجول لنجيب محفوظ